تقرأ في هذا التقرير « سر وجود لورنس العرب في مصر ، الحرب العالمية الأولى وحصاد البلايا، سعد زغلول في عيون مخابرات انجلترا، موقف صفية زغلول»
كتب | وسيم عفيفي
كان لورنس العرب في الفترة بين عام 1914 م و 1918 م عاملاً فاعلاً لما شهده العالم من مرحلة خطيرة حيث إندلاع أول أكبر حرب عالمية في التاريخ الحديث، وأدت إلى فقدان 70 مليون إنسان حياتهم.
مصر بعد الحرب العالمية الأولى حصاد البلايا
بعد نهاية الحرب الأولى مباشرة كانت مصر تغلي حيث وقعت أحداث ثورة 1919 م، ولم تجد إنجلترا بُدَّاً من عزل الحاكم البريطاني والإفراج عن سعد زغلول وزملائه والعودة مجددًا إلى مصر في 29 مارس 1921، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندى في 23 ديسمبر 1921.
ازدادت الثورة اشتعالًا حتى عاد سعد زغلول في عام 1923 فاستقبله الشعب استقبالاً عظيماً، وحصل حزب الوفد على 90% من مقاعد البرلمان وتولي زغلول على إثرها مقعد رئيس الوزراء سنة 1924 م.
لورنس في بيت الأمة زيارة ثانية لمصر
ما بين نفي سعد زغلول مرتين و عودته ، كان لـ “لورنس العرب” دوراً في التأثير نفسياً على زوجة سعد زغلول، وذلك نقلاً عن مصطفى أمين في كتابه «من 10 لـ 20» حيث قال «في ذات يوم جاءت سيدة إنجليزية إلى البيت وطلبت مقابلة ـ صفية ـ ، وقالت إنها قادمة من جزيرة سيشل وتريد أن تخبرها عن الحالة هناك، وأسرعت صفية إلى استقبالها وإذ بالسيدة تنبأها بأن ـ سعد زغلول ـ على وشك الموت وصحته في إنهيار مستمر نظراً لأن الجو في سيشل أشبه ما يكون بجهنم لدرجة أن البيضة لو وضعت على صاج وعُرِّضَت للشمس تُسْلَق بغير حاجة لإشعال الوقود».
يكمل مصطفى أمين الرواية ويقول «أفاضت السيدة في وصف العذاب الذي يتعرض له سعد في منفاه، لتصمت السيدة برؤية دموع صفية زغلول قائلةً ماذا تقولين ؟ إنني أفضل أن يموت سعد زغلول وهو زعيم الثورة على أن يعيش وقد تخلى عن الشعب الذي وثق فيه ومات شبابه وهم يهتفون باسمه».
يكشف مصطفى أمين أن السيدة لم تكن إمرأة وإنما كانت رجل المخابرات البريطانية لورنس والذي تنكر في شخصية امرأة ليرسل لصفية زغلول رسائل من بريطانيا، مفادها التأثير على الروح المعنوية، لكن دون جدوى.
علاقة لورنس العرب بمصر، كانت قديمة وجافية، ففي أغسطس عام 1911 عاد لورنس إلى طرابلس ونصحه البعض لزيارة مصر لمطالعة الآثار الفرعونية، وتوجه لورنس إلى الإسكندرية ثم القاهرة ومنها إلى قرية كفر عمار.
لم يعجب لورنس بعمل التنقيب في المقابر وكان يستاء من منظر المنقيبين وهم يقطعون الممياوات ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها مما جعله يمقت مصر ويعود إلى ليبيا، وهناك بدأ دوره في تأسيس تحالفات هامة مع العرب ووقف بجانبهم في أحداث حرب التحرير ضد الدولة العثمانية ولعب دوراً في خيانتهم انتهت بالقضاء على تركيا وإعلان الشرق الأوسط.