الرئيسية » حكاوي زمان » «تاريخ الحرائق في مصر» أعنفهم استمر 54 يوماً
تاريخ الحرائق في مصر
تاريخ الحرائق في مصر

«تاريخ الحرائق في مصر» أعنفهم استمر 54 يوماً

تقرأ في هذا التقرير « تاريخ الحرائق في مصر .. الكم والكيف ؟، أغرب حوادث النيران في مصر، سر أبشع حرائق مصر، شاور بنسخة نيرون»

كتب | وسيم عفيفي

كانت الحرائق ولا تزال من أكثر الحوادث التي كبدت الاقتصاد المصري خلال السنوات اﻷخيرة مليارات الجنيهات، ناهيك عن أن هناك خسائر لا يمكن تعويضها، كنوزا وآثارا لا تقدر بثمن.

اقرأ أيضًا
حرائق حارة اليهود في 71 سنة «تاريخ سطرته ألسنة اللهب»

يسطر التاريخ المعاصر أبشع 8 حوادث حدثت في القاهرة خلال 60 سنة وهي
«حريق القاهرة 1952 م، حريق الأوبرا سنة 1971 م، حريق المسرح القومي 2008 م، حريق مجلس الشورى 2008 م، حريق الحزب الوطني 2011 م، حريق المجمع العلمي 2011 م ، حريق قاعة المؤتمرات 2015 م، حريق العتبة 2016 م».

صراع حول كرسي الوزارة ينهي الدولة نفسها

القاهرة في عهد الفاطميين

القاهرة في عهد الفاطميين

يبلغ عمر القاهرة 1044 سنة منذ أن تأسست سنة 972 م على يد الفاطميين ، وشهدت القاهرة خلال 8 قرون، 300 حادث حريق جراء عمليات عسكرية وتخريبية وقدرية مختلفة على مدى الفترات التاريخية المتاعقبة على مصر.

اقرأ أيضًا
«حرق مكتبة الإسكندرية» تهمة لازمت عمرو بن العاص رغم تبرئة التاريخ له

يبقى حريق الفسطاط هو أحد أعنف الحوادث خلال تاريخ الحرائق في مصر؛ كون أنه الأطول مدة و الأشد ضرراً على السكان حيث تسبب في عملية نزوح جماعي غير منظم.

مصر في العصر الفاطمي

مصر في العصر الفاطمي

مع نهاية العصر الفاطمي شهدت مصر مرحلة من الإنهيار الكامل على كافة المستويات السياسية و الاقتصادية والعسكرية، خاصةً في عصر العاضد الفاطمي الذي كان يؤلب وزراؤه على بعضهم البعض.

كان هناك وزيرين هما شاور حاكم الصعيد، وضرغام أمير فرقة العسكر المغاربة، وكلاهما يريد أن يصل لكرسي الوزارة سيراً على جثة الآخر .
لم تفلح عمليات الاغتيال في حسم الأمر ، فتمت الإستعانة بالقوى الخارجية، فاستغل شاور أطماع الصليبيين المتعلقة بمصر والشام لإقامة إمارة بهما ، فأرسل لهم ليحثهم على مساندته ضد ضرغام نظير ثلث الناتج الاقتصادي المصري.

عموري الأول - بحسب ويكيبيديا

عموري الأول – بحسب ويكيبيديا

كان عموري ملك بيت المقدس ينتظر هذه الفرصة فسافر إلى مصر بجيش جرار بحجة أن شاور لم يدفع الضريبة ليستنجد شاور بالأمير نور الدين محمود لكي ينقذه من الصليبيين ، إلا أن نور الدين كان على درجة من الذكاء مكنته من فهم غرض شاور وهو الأهواء الشخصية والمصالح السياسية ، فأراد التخلص من مثلث الخطر «شاور، الفاطميين، الصليبيين».

أرسل نور الدين محمود جيشاً بقيادة أسد الدين شيركوه و صلاح الدين للتخلص من المثلث المزجع وضم مصر للشام؛ فوجد شاور نفسه أمام جيشين الجيش الصليبي و جيش نور الدين محمود.

قرر  شاور اللعب على الطرفين حيث قام بدفع ثلث الاقتصاد المصري إلى نور الدين محمود ليحميه من الصليبيين، و في نفس الوقت قام بتحذير عموري من قدوم جيش نور الدين ليكسبه في صفه.

«شاور بنسخة نيرون» هكذا حُرِقَت الفسطاط

رسمة لمدينة الفسطاط

رسمة لمدينة الفسطاط

لكي يعرقل شاور دخول الصليبيين للقاهرة، أصدر أمراً بحرق الفسطاط، وأعلن لأهلها ضرورة المغادرة وترك منازلهم ومحالهم وأماكن أرزاقهم، والتوجه لقاهرة المعز خلال 72 ساعة.

وتمت عملية النزوح ومع نهايتها اشتعل الفسطاط  حيث أحرق شاور مدينة الفسطاط بالكامل ، عبر 20 ألف قارورة نفط ، وعشر آلاف مشعل نار، واستمر حريق الفسطاط 54 يوماً لدرجة أن اللهب والدخان كانت العين المجردة تراهما على مسيرة 3 أيام ، ليكون حريق الفسطاط أطول حريق شهدته مصر بالكامل.

مسجد عمرو بن العاص

مسجد عمرو بن العاص

انتهت حياة شاور بالإعدام على يد الأيوبيين لكن الحقيقة هي أن الفسطاط لم يتبقى منها أي شيء منذ أن بناها عمرو بن العاص سوى مسجده.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*