تقرأ في هذا التقرير «تيودور هرتزل في سيناء .. لماذا ؟، حكاية المؤتمر الصهيوني الأول، سر اهتمام مؤتمر بقناة السويس، موقف الدولة العثمانية ومصر من تيودور هرتزل»
كتب | وسيم عفيفي
وضع تيودور هرتزل مبدأ «دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات» وصار هذا المبدأ هو الحلم الذي يراود دافيد بن جوريون عندما تأسست دولة الكيان الصهيوني رسمياً منذ العام 1948 م ، وربما راوده هذه الحلم منذ شبابه.
كانت هناك نبؤة أقدم من حلم بن جوريون، وتعود لمؤسس الحركة الصهيونية في العالم المعاصر وهي نبؤة الظفر بأرض الميعاد التي ورد ذكرها في سفر التكوين.
لم يكن تيودور هرتزل يطمح بأن يظفر بأرض فلسطين أولاً، قبل أن تنال دولته نصيبها الأوفر من أرض ما بين نيل مصر وفرات العراق.
تفاصيل أول مؤتمر للصهيونية قبل وجود تيودور هرتزل في سيناء
قبل أن يكون تيودور هرتزل في سيناء، شهد يوم 29 أغسطس 1897 م انعقاد أول مؤتمر للصهيونية والذي أقامه هرتزل وكان في قرارة نفسه لا يود أن تكون فلسطين هي الوطن المختار للكيان الصهيوني نظراً للكثافة السكانية العالية بها.
اقرأ أيضا
تاريخ ضياع فلسطين على يد عبدالحميد الثاني (1) ـ القدس والعثمانيين
على الرغم من ذلك كانت هي مجرد دولة وسط قائمة لـ 3 دول مقترحة لإقامة وطن اليهود إما في الأرجنتين أو أنجولا وبينهما فلسطين.
أغنياء اليهود لم يكونوا يريدون تمويل ذلك المشروع وجذب اليهود من بقاع الأرض في دولة واحدة، فتمكن هرتزل من ربط الإمبريالية بالعقيدة فجعل الوطن هو وعد الرب في أرض الميعاد؛ ولأن المسألة ارتبطت بالعقيدة فكان لا بد أن تكون مصر على رأس الأولويات ولا يحب اليهود بقعة في مصر سوى الأرض المقدسة سيناء.
الاهتمام اللوجيستي بقناة السويس عند اليهود
قبل أن يحدث وجود تيودور هرتزل في سيناء زاد الاهتمام بها عقب إنشاء خط سكك حديد السويس ومد خط التليغراف إليها ونال اليهود فشلا ذريعاً فى إقناع الدولة العثمانية بالتفريط في سيناء.
لجأ اليهود إلى الإمبراطورية البريطانية لكي تساعدهم في ذلك خاصة وأنها متحمسة لفكرة توطين اليهود في سيناء والعريش وفلسطين حيث أن ذلك يخلص لندن من تدفق اليهود ومن ناحية أخرى يمد نفوذ الإمبراطورية البريطانية نحو فلسطين التي تمتلك موقعا استراتيجيا مهما للمصالح البريطانية خاصة بعد الانهيار المتوقع لإمبراطورية الدولة العثمانية.
مؤتمر بازل .. مكسب لـ تيودور و خطر على القناة
نص المؤتمر الصهيونى في مدينة بازل يوم 23 أغسطس عام1897 على إنشاء وطن قومي لليهود، وتطوع يهود مصر في دعم هذه الدعوة وتحملها ماركيو روخ الذي جاء إلى مصر عام 1896 م، وأسس منظمة صهيونية عرفت باسم جمعية «ماركو خيا الصهيونية»، وبدأت تتواصل مع هرتزل.
اقرأ أيضا
كيف نجح محمد علي باشا في تحقيق أحلام الصهاينة بـ فلسطين ؟
عقب انعقاد مؤتمر بازل اتجهت أطماع هرتزل إلى سيناء وسعى بالفعل لإقامة وطن قومي لليهود فيها باعتبار أنها الأفضل وأطلق عليها اسم «فلسطين المصرية»، وكان يرى أنه لو تمكنت شركة يهودية من أن تضع أقدامها في سيناء والعريش فإنه سيبدأ بإنشاء مشروع الوطن القومي ليكون القاعدة الرئيسية للانقضاض منها على فلسطين.
مبكراً اكتشفت الحكومة المصرية المؤامرة عندما تقدم وكيل البنك الصهيونى لمحافظة سيناء لتمكينه من الأراضي ورفضت وضعه صفة الملكية ووضع اليد، كما تم تجريم تمليك الأراضى فى مناطق الحدود وعدم جواز انتقال حق الانتفاع إلا بموافقة وزارة الدفاع الوطنى والمالية.